توجيه الطلاب للتفكير كالمعلم

لزيادة تفاعل الطلاب وتعزيز التعاون، يمكن للمعلمين في المدارس الثانوية أن يكلفوا الطلاب بتحضير وتقديم جزء من الدرس.

يدرك متخصصو المواد الدراسية في التعليم الثانوي، وإن كان ذلك على مضض، أن معظم طلابنا لن يستمروا في دراسة المواد التي نفضلها بعد المرحلة الثانوية. قد يكون الطلاب قد اختاروا هذه المادة لأسباب تتعلق بمتطلبات المناهج الدراسية أو توقعات الوالدين، وليس بدافع الاهتمام الذاتي. لذلك، يصبح من المهم استخدام المواد التي ندرسها كوسائل لتطوير المهارات التعاونية والتفكيرية والتواصلية التي سيحتاجون إليها للنجاح في التعليم العالي أو سوق العمل.

خطوة أولى نحو التفاعل

لزيادة تفاعل الطلاب وبناء هذه المهارات، يمكن إعدادهم للعمل بشكل تعاوني على تخطيط جزء من الدرس، البحث حوله، وتقديمه. يُعد هذا النهج فعّالًا بشكل خاص في العناصر الاختيارية للمناهج الدراسية، مثل الدورات المستندة إلى الموضوعات التي لا تحتوي على محتوى محدد مسبقًا، كدورات البحث في برامج مثل AP. ويمكن أن تعتمد هذه الأنشطة على أمثلة واقعية أو اهتمامات الطلاب كحافز للتعلم.

لكن إعطاء الطلاب حرية اتخاذ القرارات يتطلب تقديم هذا المفهوم لهم وتطبيقه كنموذج ثم ممارسته. حتى في المدارس الأكثر تقدمًا، قد ينتظر الطلاب تلقي الإرشادات بدلاً من اتخاذ زمام المبادرة في التعلم. هذا الأسلوب يساعدهم على أن يصبحوا طلابًا ومتعلمين جيدين في آنٍ واحد.

خطوات التنفيذ

إجراء تقييم للمعرفة السابقة:

يبدأ الأمر بإجراء مراجعة لما يعرفه الطلاب أو يعتقدونه بشأن أساليب التعلم، من خلال جمع أفكارهم وملاحظاتهم. تُستخدم هذه المعلومات لبناء خريطة عمل مشتركة تحدد الإجراءات التي تؤدي إلى تحقيق التعلم، وتكون مرجعًا للنقاش الجماعي حول العناصر التي تدعم التعلم.

التفكير في دور المعلم:

يشارك الطلاب في التفكير حول ما يقوم به المعلمون من أفعال، أقوال، وسلوكيات، ويستذكرون التجارب التعليمية الأكثر تأثيرًا عليهم سابقًا. يمكن استخدام هذه الأفكار كمدخل لمناقشة النظريات التعليمية مثل هرم ماسلو للحاجات، استراتيجيات هاتي للتأثير على التعلم، وأفكار ديلان ويليام حول التقييم كأداة للتعلم.

تحليل المناهج:

بعد النقاش، يُكلف الطلاب بمراجعة وثائق المناهج وتقسيمها إلى أجزاء صغيرة يسهل عليهم استيعابها. يتعاونون في مجموعات صغيرة لاختيار المفاهيم التي يودون تعليمها وتطوير طريقة تقديمها بناءً على العناصر التي تؤدي إلى التعلم.

التخطيط والتقديم:

يتم جدولة تقديم الطلاب خلال الأسابيع التالية، حيث يقدمون مقاطع قصيرة (15-20 دقيقة) من الدرس. يجب أن يتبع العرض أسلوبًا تفاعليًا يتضمن أمثلة واقعية، سؤالًا رئيسيًا، نشاطًا، وتأملًا جماعيًا.

التقييم والتغذية الراجعة:

بعد تقديم كل مجموعة، يقوم الطلاب والمعلم بتقديم تغذية راجعة بناءة. يتم تسجيل الأفكار ومشاركة المواد المقدمة مع الجميع.

التأثير طويل المدى

تساعد هذه الطريقة على تعزيز فهم الطلاب لأدوارهم ومسؤولياتهم التعليمية، مما يمكنهم من تقديم عروض فعالة وتقييم ذاتي لتحسين أدائهم. والأهم، ينمّي الطلاب تقديرًا أكبر لدور المعلم، مما يؤدي إلى تجربة تعليمية أعمق وأكثر استدامة.

هذا النهج، رغم ما يتطلبه من وقت وجهد، يمثل استثمارًا قيمًا في تنمية مهارات الطلاب وتعزيز فهمهم للعمليات التعليمية.